الريح التي تهلك كل شيء، ولا تلقح الشجر العقيم أيضاً وإنما ذكر هذا؛ لأن العامة تقول: عَقُمِتْ المرأة، فيجعلون الفعل لها. وقد حكى أهل اللغة أنه قد يقال: عقمت المرأة، بفتح الأول وضم الثاني. وعقمت أيضاً، بفتح الأول، وكسر الثاني، فهي لغات، والأولى أجود، وأفصح وأكثر استعمالا، وليس شيء منها بخطأ. وفي حديث:"وتعقم أصلاب الرجال" فجاء ذلك في الرجال، وفي أصلابهم، كما جاء في النساء وأرحامهن، وقال الشاعر، يصف ناقة:
معقومة أو غارز جدود
فهذا حجة لمن قال: عُقِمت، بضم الأول؛ لأن معقومة مفعولة. وقال/ الشاعر، وهو أبو دهبل الجمحي:
عقم النساء، فلا يلدن شبيهه إن النساء بمثله عقم
والمعاقم معاقد الأوصال، من اليدين والرجلين، وجميع الجسد يقال إنه لصلب المعاقم، والواحد معقم. ومن هذا أخذ العقيم.
وأما قوله: ومن العاقر عَقُرتْ، بفتح العين، وضم القاف، فهذا معناه من العقر، وجاء الفعل لها على بناء كرم وظرف؛ لأنه لازم غير مجاوز كالانفعالات، وهو بناء فعل المبالغة، أي صارت ذات عقر، والعقر معروف. وليس قولهم لها عاقر مما ينكر؛ لأنه قد يجيء ذلك على نية النسب لا على طلب الفعل وحذفه، وقد قدمنا شرح هذا. على أن "الخليل" قد ذكر عن العرب: عقرت المرأة، بضم العين، وكسر القاف أيضاً، وعقرت، بفتح العين وكسر القاف، واختار ضم العين، واحتج في ذلك بأن هذا الفعل ليس من