المرأة نفسها، وإنما هو شيء ينزل بها من غيرها. فاستدل بهذا على أن عقرت فعل مفعول لم يسم فاعله، قفولهم عاقر، يجوز أن يكون فاعلاً من عقرت، بفتح العين، وكسر القاف، وأن يكون مثل قول الأعشى:
لو أسندت ميتاً إلى نحرها عاش ولم ينقل إلى قابر
حتى يقول الناس مما رأوا يا عجبا للميت الناشر
فهذا البناء يشترك فيه الفاعل والمفعول، إذا أريد به النسب. والعاقر: لتي في رحمها عقر، فهي معقورة وعقير. ومنه قيل: كلب عقور. وبيضة العقر،/ لآخر البيض، التي لا يباض بعدها شيء، كأنها تصير عاقرا.
وأما قوله: زُهيت علينا يا رجل، وأنت زهو؛ فإن الزهو العجب والكبر، أي تكبرت علينا يا رجل. وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول: قد زها علينا، فتجعل الفعل له، وإنما هو مفعول، لم يسم فاعله. والدليل على ذلك قولهم: فهو مزهو، والفعل للزهو، أو للكبر أو للمال، أو العلم، أو الحسن، أو نحو ذلك. فإن أدرت أن تخبر عن فاعله قلت: زهاه المال وزهاه الجمال أو الكبر، ونحو ذلك، كما قال ابن أبي ربيعة:
فيما تواقفنا وسلمت أشرقت وجوه زهاها الحسن أن تتنقعا
الحسن ونحوه الزاهي والوجه ونحوه المزهو ومن ذلك قولهم: زهته الريح أي رفعته، وطيرت به، وهو فعل متعد. وأما زها غير متعد، فإنما يقال للنخل والثمر، إذا تلون، لا غير.
وأما قوله: وكذلك نخيت علينا فأنت منخو، من النخوة، فقد فسره ثعلب بقوله