من النخوة، وهي التكبر والتجبر، وهو مثل: زهيت علينا وقد بين أيضاً بقوله فأنت منخو، أنه فعل مفعول لم يسم فاعله؛ لأن منخواً مفعول، ولم نسمع فعل الفاعل من النخوة مستعملاً في شيء من الكلام. وقياسه سهل، ولو استعمل لقيل: نخته الإمارة فهي ناخية، وهو منخو.
وأما قوله: فلج الرجل، من الفالج، فهو مفلوج، فإن معناه استرخى شقه من داء أصابه. وقوله فهو مفلوج دليل على أنه فعل لم يسم فاعله فهو مضموم الأول. وكل شيء مال جانب منه عن الآخر، وانفرج ما بينهما فقد فلج. ومنه سمي البعير/ ذو السنامين فالجاً. والمكيال الواسع فالجاً. وقيل للثنيتين إذا انفرج ما بينهما أفلج ومفلج. وإنما ذكره لأن العامة تقول: أُفلج الرجل، بألف، وهو خطأ؛ لأنه لا يقال للمفعول منه مفلج.
وأما قوله: لقي الرجل من اللقوة فهو ملقو، فمعناه اعوج وجهه، والتوى شق شدقه، إلى أحد جانبي عنقه. وهو ضرب من الفالج إلا أن الفالج في البدن كله، وهذا في الوجه خاصة. وهو فعل لم يسم فاعله أيضا. وأنما ذكره مع فلج الرجل، لأنه نظيره في المعنى والمثال من الفعل. والدليل على ضم أوله قولهم في الاسم: ملقو على مثال مفعول، واسم الداء نفسه: اللقوة، بفتح اللام، فأما اللقوة بكسر اللام فاسم العُقال؛ سميت بذلك؛ لأنها معوجة المنسر، بها شغاً، ولذلك يقال لها: شغواء. ولو استعمل اسم الفاعل مع فعله لقيل لقاه الله، وفلجه الله، فهو لاقيه وفالجه.
وأما قوله: قد دير بي وأدير بي، على فُعل وأُفعل؛ فقد قدمنا القول في ذلك في مواضع، ومعناه أنه أصابه الدوار؛ وهو داء في الرأس، كالغشي والإغماء، مأخوذ من دور