ومصدره الإغماء، وهو من الغمى، مفتوح الأول مقصور؛ وهو ضرب من التغطية على الشيء.
وأما قوله: قد أهل الهلال، واستهل؛ فمعناه رئي الهلال، إلا أنه مشتق من استهلال الناس بالتكبر، لرؤيته، على ما كنا قدمنا شرحه. فأما أهل، بالألف، على مثال أفعل. وأما استهل فعلى استفعل، وكلهما فعل لم/ يسم فاعله. وقد شرحنا ذلك في أول الباب.
وأما قوله: شُدهت، فأنا مشدوه، أي شغلت، فإنما توهم أهل اللغة أن معناه شُغلت، لقول رؤبة:
لم يطو أذيالي كثار المبتهى ولا معرات الخطوب الشده
والخطوب وإن كانت قد تشغل، فليس للأشغال معرات، ولكن للدهش معرات، وقد قدمنا تفسير هذا أيضا.
وأما قوله: بر حجك، فعمناه قبل حجك، وزكي، أي جعله الله من أعمال البر. وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول: بَرّ حجُّك، بفتح الباء يجعلون الفعل للحج. وإنما الحج مفعول به، مبرور، وليس ببار، والله هو الذي يبر الحج، وقد فسرنا البر في أول الباب أيضاً.
وأما قوله: ثلج فؤاد الرجل، فهو مثلوج، إذا كان بليدا، فمعناه أنه قد برد قلبه عن الفهم والمعرفة، فصار بليدا، وهو مشتق من الثلج، وأتى به على أنه مفعول، لم يسم فاعله. وذكر" الخليل" في هذا أنه يقال: ثلج الرجل، بفتح الثاء، وكسر اللام، إذا برد قلبه عن شيء، وأنشد في ذلك قول العجاج: