فاء الفعل، لتدل الضمة، على أن الساقط واو، مضمومة، كقولك: قمت وصمت؛ فيشترك الماضي والمستقبل في حركة عين الفعل، كما اشتركا في حرف العلة.
وأما قوله في مستقبل عمت أعام، فخطأ، إلا أن يكون عام في الأصل قد جُعل من باب فَعِل، بالكسر، غير محول في فَعِلت من فَعَلت، فيكون مستقبله مفتوحاً. وهذا إنما يجوز على أن يكون في عِمْت لغتان، إحداهما فعلت، بكسر العين، فيكون أعام في المستقبل على هذه اللغة، ويكون أعيم على لغة من كان أصل عمت عنده بالفتح. فإن كان إلى هذا ذهب فقد كان يجب عليه أن يبينه.
وقوله: عُجْت، بضم العين منقول من فَعَلت بالفتح إلى فَعُلت بالضم مثل ما فسرنا. ولذلك ذكره في هذا الباب؛ لأن هذا الباب ليس بباب فعُلت، بضم العين. وليس الأمر في عاج يعيج، وعاج يعوج، بمنزلة/ الأمر في نقهَت ونَقِهْت؛ لأن نقهت ونقهت من باب واحد، عين الفعل فيهما فيها جميعا القاف، فاشتقاقهما واحد، من أصل واحد. وهذا مختلف لأن عاج يعوج، عين الفعل منه واو. وعاج يعيج، عين الفعل من ياء. فأصلاهما مختلفان، وليس واحد منهما بمشتق من الآخر. ووقوعهما في هذا الباب خطأ من وجهين؛ وكذلك عام يعوم، وعام يعيم؛ لأن عجِت أَعِيج، أصله فَعَلت، بفتح العين، ولكنه نُقِل مع علامة المضمر إلى الكسر. وكذلك عُمت بالضم، وعمت، بالكسر، أصلهما جميعاً فَعَلت، بفتح العين. وهما منقولان كما وصفنا. وأصل أحدهما من الواو، والآخر من الياء، فهما مختلفا الحروف، فلم يجب ذكرهما في باب فَعَلت وفَعِلت باختلاف المعنى. فهذا ذكر ما غلط فيه.
وأما تفسير الغريب من هذا الباب:
فإن قوله: نَقِهْت الحديث مثل فهمت مفسر. وقوله: نَقَهْت من المرض أنقه فيهما جميعاً، معناه: برأت من المرض؛ ولذلك جاء على وزن برأت أبرأ. كما جاء نقهت الحديث على وزن فهمت، لما كان في معناه، والكلمات مشتركتان في معنى واحد، إلا أن