للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحيوان، ولا يقلد المصدر. والهدي أيضاً فعيل بمعنى مفعول. والعروس تسمى هديّا لذلك. والبعير إذا سيق إلى البيت وغيره كذلك. والهدية أيضاً مثل ذلك، إلا أن الهاء فيها كأنها تمرة وضربة،/ علامة للواحدة، فوضعت هذه الأسماء مواضع المصادر، لاختلافها، وتوكيدا للبيان، وطلبا للفرق، فتوهم أنها مصادر على الحقيقة. وهذا مذهب اللغويين الذين لا يعرفون قياس النحويين. وأما الهداية، فاسم لصناعة الهادي؛ بمنزلة الوكالة والرسالة، والخطابة، والخلافة، ونحو ذلك. وإن كان يجوز أن يوضع موضع المصدر. وكذلك الهدي اسم للاهتداء في الدين والعقل، والرأي والطريق، وليس بمصدر، وإنما يوضح موضع المصدر مجازا. ويجوز أن يكون جمعا للهدية، ولذلك يؤنث.

وقوله؛ للمرأة: هي سافر بلا هاء إنما يجوز ذلك، إذا لم يجر اسم الفاعل على فعله، ولم يرد به معنى الفعل، ولكن يوضع موضع النسب، فيراد به، أنها ذات سفور، فإن نوي به الفعل، لم يكن بد من إدخال علامة التأنيث فيه، كما تكون علامة التأنيث في الفعل الذي هو جاء عليه، كقولك: هي سافرة غدا، وهذا قول قد ذكرناه في مواضع غير هذا.

وقوله: وادلجت وأدلجت، ليس على ما قال؛ من السير في أول الليل وآخره، وإن كان وافق قول كثير من أهل اللغة في ذلك. وإنما هذا قول يقوله أهل اللغة الذين لا يعرفون القياس، ولا علل الأبنية، بالظن والحديث بغير حجة، إلا أنهم وجدوا الشعراء قد قالوا مثل قول الأعشى:

وادلاج بعد المنام وتهجيـ ـر وقف وسبسب ورمال

وقول زهير:

بكرن بكورا وادلجن بسحرة فهن ووادي الرس كاليد في الفم/

<<  <   >  >>