اللَّه، لقد كنت أمرت به معروفًا، فالحمد للَّه الذي لم يجعل منيتي بيد رجل مسلم يدعي الإسلام، قال: وقد كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر العلوج بالمدينة. قال: وكان العباس أكثرهم رقيقًا، فقال: إن شئت فعلنا -أي إن شئت قتلنا- قال: كذبت بعدما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم؟ ! فاحتمل إلى بيته! فانطلقنا معه قال: وكأن الناس لم يصبهم مصيبة قبل يومئذٍ فقائل يقول: لا بأس. وقائل يقول: نخاف عليه. فأتي بنبيذ فشرب فخرج من جرحه، ثم أتي بلبن فشربه فخرج من جرحه، ثم أتي بلبن فشربه فخرج من جرحه فعرفوا أنه ميت. . . " وذكر الحديث في وصاياه وأمر الشورى.
١٢٤٤٠ - جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أبي رافع قال: "كان أبو لؤلوة للمغيرة ابن شعبة -فذكر قصته-. قال: فصنع خنجرًا له رأسان فشحذه وسمه قال: وكبر عمر وكان لا يكبر إذا أقيمت الصلاة حتى يتكلم ويقول: أقيموا صفوفكم. فجاء فقام قوم في الصف بحذائه مما يلي عمر في صلاة الغداة فلما كبر وجأه على كتفه وعلى مكان آخر وفي خاصرته فسقط عمر ووجأ ثلاثة عشر رجلًا معه فأفرق منهم سبعة ومات ستة واحتمل عمر فذهب به. . . " وذكر الحديث. قال: "فدعا بشراب لينظر ما مدى جرحه فأتي بنبيذ فشربه فخرج لم يدر أدم هو أو نبيذ، فدعا بلبن فأتي به فشربه فخرج من جرحه قالوا: لا بأس عليك يا أمير المؤمنين. قال: إن يكن القتل بأسًا فقد قتلت".
١٢٤٤١ - زائدة، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر قال: "عاش عمر ثلاثًا بعد أن طعن ثم مات فغسل وكفن".
في الإمام إذا قتل أو جرح
١٢٤٤٢ - أبو إسحاق الفزاري، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي فراس قال: "خطبنا عمر بن الخطاب فقال في خطبته: ألا وإني لم أبعث إليكم عمالًا ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن بعثتهم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به غير ذلك فليرفعه إليّ فأقصه منه. فقام عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين، لو أن رجلًا أدب بعض رعيته أكنت مقتصه منه؟ قال: إي والذي نفسي بيده لأقصنه منه، وقد رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قص من نفسه" (١).
(١) أخرجه أبو داود (٤/ ١٨٣ رقم ٤٥٣٧)، والنسائي (٨/ ٣٤ رقم ٤٧٧٧) من طريق الجريري.