أبا جهم بن حذيفة مصدقًا فلاجَّه رجل في صدقته فضربه أبو جهم فشجَّه فأتوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: القود يا رسول اللَّه. فقال: لكم كذا وكذا. فلم يرضوا، فقال: لكم كذا وكذا. فرضوا. فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إني خاطب العشية على الناس ومخبرهم برضاكم فقالوا: نعم. فخطب رسول اللَّه فقال: إن هؤلاء الليثيين أتوني يريدون القود فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا، أفرضيتم؟ قالوا: لا. فهم المهاجرون بهم فأمرهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يكفوا عنهم فكفوا عنهم ثم دعاهم فزادهم فقال: أرضيتم؟ قالوا: نعم. قال: إني خاطب على الناس ومخبرهم برضاكم. قالوا: نعم. فخطب وقال: أرضيتم؟ قالوا: نعم" خالفه يونس.
١٢٤٤٨ - ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: "بلغنا أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- استعمل أبا الجهم على صدقة فضرب رجلًا من بني ليث فشجه المغلظتين فسألوه القود فأرضاهم ولم يقد منه".
١٢٤٤٩ - معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: "كان رجل أسود يأتي أبا بكر فيدنيه ويقرئه القرآن حتى بعث ساعيًا -أو قال سرية- فقال: أرسلني معه. قال: بل تمكث عندنا، فأبى فأرسله معه واستوصى به خيرًا فلم يغبر عنه إلا قليلًا حتى جاء قد قطعت يده. فلما رآه أبو بكر فاضت عيناه فقال: ما شأنك [قال: ](١) ما زدت على أنه كان يوليني شيئًا من عمله فخنته فريضة واحدة فقطع يدي. فقال أبو بكر: تجدون الذي قطع هذا يخون أكثر من عشرين فريضة واللَّه لئن كان صادقًا لأقدينك به. قال: ثم أَدناه ولم يحول منزلته التي كانت له منه فكان الرجل يقوم الليل فيقرأ فإذا سمع أبو بكر صوته قال: ياللَّه لرجل قطع هذا. قالت: فلم يغبر إلا قليلًا حتى فقد آل أبي بكر حليًا لهم ومتاعًا، فقال أبو بكر: طُرِق الحي الليلة. فقام الأقطع فاستقبل القبلة ورفع يده الصحيحة والتي قطعت فقال: اللهم أظهر على من سرقهم -أو نحو هذا- وكان معمر ربما قال: اللهم أظهر على من سرق أهل هذا البيت الصالحين - قال: فما انتصف النهار حتى عثروا على المتاع عنده، فقال له أبو بكر: ويلك إنك لقليل العلم باللَّه فأمر به فقطعت رجله". قال معمر: وأخبرني أيوب، عن نافع، عن ابن عمر نحوه إلا أنه قال: "كان إذا سمع أبو بكر صوته قال: ما ليلك بليل سارق". والاستدلال وقع بقوله: "لئن كنت صادقًا لأقيدنك به".