للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء يكثرون. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم؛ فإن اللَّه سائلهم عما استرعاهم". وفي خبر السقيفة: "قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير. فقال عمر: سيفان في غمدٍ واحدٍ إذًا لا يصطلحان".

١٢٨٤٤ - وروى يونس بن بكير، عن سلمة بن نبيط، عن أبيه، عن سالم بن عبيد -وكان من أصحاب الصفة- قال: "كان أبو بكر عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقيل له: يا صاحب رسول اللَّه، توفي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-! فقال: نعم. فعلموا أنه كما قال، ثم قال أبو بكر: دونكم صاحبكم لبني عم رسول اللَّه في غسله يلون أمره، ثم خرج فاجتمع المهاجرون فبينا هم كذلك يتشاورون إذ قالوا: انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار؛ فإن لهم في هذا الحق نصيبًا. فأتوهم، فقال رجل من الأنصار: منا رجل ومنكم رجل. فقال عمر: سيفان في غمدٍ واحدٍ إذًا لا يصطلحا. فأخذ بيد أبي بكر وقال: من هذا الذي له هذه الثلاث {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} من هما؟ {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} من صاحبه {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (١) مع من هو؟ فبسط عمر يد أبي بكر فقال: بايعوه. فبايع الناس أحسن بيعة وأجملها" (٢).

١٢٨٤٥ - يونس بن بكير، عن ابن إسحاق "في خطبة أبي بكر يومئذ قال: وإنه لا يحل أن يكون للمسلمين أميران؛ فإنه مهما يكن ذلك يختلف أمرهم وأحكامهم، وتتفرق جماعتهم، ويتنازعوا فيما بينهم، هنالك تترك السنة وتظهر البدعة وتعظم الفتنة، وليس لأحد على ذلك صلاح".

كيفيه البيعة

١٢٨٤٦ - مالك (خ) (٣) عن يحيى بن سعيد، أخبرني عبادة بن الوليد، عن أبيه، عن عبادة ابن الصامت قال: "بايعنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، ولا ننازع الأمر أهله، وأن نقول -أو نقوم- بالحق حيثما كنا لا نخاف في اللَّه لومة لائم".


(١) التوبة: ٤٠.
(٢) أخرجه النسائي في الكبرى (٤/ ٢٦٣ رقم ٧١١٩)، وابن ماجه (١/ ٣٩٠ رقم ١٢٣٤) من طرق عن نبيط به.
(٣) البخاري (١٣/ ٢٠٤ رقم ٧١٩٩).
وأخرجه النسائي أيضًا (٧/ ١٣٨ رقم ٤١٥١) من طريق مالك به.

<<  <  ج: ص:  >  >>