حين شهدوا هؤلاء شق على عمر شأنه، فلما قام زياد قال: لن نشهد إن شاء اللَّه إلا بحق. قال زياد: أما الزنا فلا أشهد به لكن قد رأيت أمرًا قبيحًا. قال عمر: اللَّه أكبر، حدّوهم. فجلدوهم، فقال أبو بكرة بعدما ضربه: أشهد أنه زان. فهم عمر أن يعيد عليه الحد، فنهاه علي وقال: إن جلدته فارجم صاحبك. فتركه".
١٣٣٢٩ - ابن أبي عروبة، عن قتادة (١) "أن أبا بكرة ونافع بن الحارث وشبل بن معبد شهدوا على المغيرة بن شعبة أنهم رأوه يولجه ويخرجه، وكان زياد رابعهم وهو الذي أفسد عليهم، فأما الثلاثة فشهدوا بذلك، فقال أبو بكرة: واللَّه لكأني بأثر جُدَريّ في فخذها: فتال عمر حين رأى زيادًا: إني لأرى غلامًا كيسًا لا يقول إلا حقًا ولم يكن ليكتمني شيئًا. فقال زياد: لم أر ما قال هؤلاء ولكني رأيت رِيبة وسمعت نفسًا عاليًا. قال: فجلدهم عمر وخلى عن زياد". وروينا موصولًا عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة "أن أبا بكرة وزيادًا ونافعًا وشبلًا كانوا في غرفة والمغيرة في أسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ورفعت الستر، فإذا الغيرة بين رجليها فقال بعضهم لبعض: قد ابتلينا -. . . فذكر القصة- وشهدوا فقال زياد: لا أدري نكحها أم لا. وفيه. فقال أبو بكرة: أليس قد جلدتموني؟ قال: بلى. قال: فأشهد باللَّه لقد فعل. فأراد عمر أن يجلده أيضًا فقال علي: إن كانت شهادة أبي بكرة شهادة رجلين فارجم صاحبك وإلا فقد جلدتموه".
هشيم، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكرة. . . فذكر قصة المغيرة قال: "فقدمنا على عمر فشهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد، فلما دعا زيادًا قال: رأيت أمرًا منكرًا. قال: فكبر عمر ودعا بأبي بكرة وصاحبيه فضربهم فقال أبو بكرة: واللَّه إني لصادق وقد فعل. فهم عمر بضربه فقال علي: لئن ضربت هذا فارجم ذاك".