للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١ - كَمَالُ الِانْقِطَاعِ (١): لِاخْتِلَافِهِمَا خَبَراً وَإِنْشَاءً، لَفْظاً وَمَعْنًى؛ بِأَنْ كَانَتْ إِحْدَاهُمَا خَبَراً لَفْظاً وَمَعْنًى، وَالْأُخْرَى إِنْشَاءً لَفْظاً وَمَعْنًى؛ نَحْوُ: [البسيط]

وَقَالَ رَائِدُهُمْ: أَرْسُوْا نَزَاوِلُهَا ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . (٢)

لَمْ يَعْطِفْ (نُزَاوِلُهَا) عَلَى (أَرْسُوْا)؛ لِأَنَّهُ خَبَرٌ لَفْظاً وَمَعْنًى، وَ (أَرْسُوْا) إِنْشَاءٌ لَفْظاً وَمَعْنًى. (٣)

٢ - أَوْ كَانَ بَيْنَهُمَا كَمَالُ الِاتِّصَالِ:

١ - لِكَوْنِ الثَّانِيَةِ مُؤَكِّدَةً؛ نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ} [البقرة: ٢]؛ فَـ (لَا رَيْبَ فِيْهِ) تَابِعٌ لِـ (ذَلِكَ الْكِتَابُ) فَوِزَانُهُ وِزَانُ (نَفْسُهُ) مَعَ (زَيْدٌ) فِيْ: (جَاءَنِيْ زَيْدٌ نَفْسُهُ) (٤).

٢ - أَوْ لِكَوْنِ الْجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ بَدَلاً مِنَ الْأُوْلَى؛ لِأَنَّ:


(١) كمال الانقطاع (بلا إيهام). وأرادَ النّاظمُ ذِكْرَ مواضعِ الفصل، فبدأ بقولِه: (إِنْ نُزِّلَتْ تَالِيَةٌ مِنْ ثَانِيَهْ كَنَفْسِهَا) مُشيراً إلى كمال الاتّصال بين الجملتين، وسكت عن كمال الانقطاع، فاستدرك الشّارح، ولكنّ عبارتَه تُوهمُ أن مُراد النّاظم بالعبارة هو كمال الانقطاع.
(٢) وهو بتمامه:
وَقَالَ رَائِدُهُمْ: أَرْسُوْا نَزَاوِلُهَا ... فَكُلُّ حَتْفِ امْرِئٍ يَجْرِيْ بِمِقْدَار
للأخطل في سيبويه ٣/ ٩٦، ومعاهد التّنصيص ١/ ٢٧١، وليس في ديوانه. وبلا نسبة في مفتاح العلوم ص ٣٧٩، والإيضاح ٣/ ١٠٥، وإيجاز الطّراز ص ٢٤٦، وشرح أبيات المفصّل والمتوسّط ص ٥١٦. وبيانه: ناداهم رأسُهم: أقيموا نزاولِ الحربَ ونحاول أمرَها؛ فالبقاءُ والفناءُ بأمر الله.
(٣) وقد يكون كمال الانقطاع معَ اتّفاق الجملتين خبراً وإنشاءً، وذلك عندما لا تُوجَد بينَهما جهةٌ جامعة؛ كأن تقولَ: «زارني أحمدُ، السَّماء صافية».
(٤) وجهُ الفصلِ هنا وفي بقيّة أقسام كمال الاتّصال هو عدمُ جوازِ عطفِ الشَّيء على نفسِه، أو الجزء على كلِّه.

<<  <   >  >>