للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَاللَّفِّ وَالنَّشْرِ: وَهُوَ ذِكْرُ مُتَعَدِّدٍ عَلَى جِهَةِ التَّفْصِيْلِ أَوِ الْإِجْمَالِ، ثُمَّ ذِكْرُ مَا لِكُلٍّ مِنْ آحَادِ هَذَا الْمُتَعَدِّدِ، مِنْ غَيْرِ تَعْيِيْنٍ؛ ثِقَةً بِأَنَّ السَّامِعَ يَرُدُّ مَا لِكُلٍّ إِلَى مَا هُوَ لَهُ؛ لِعِلْمِهِ بِذَلِكَ بِالْقَرَائِنِ اللَّفْظِيَّةِ أَوِ الْمَعْنَوِيَّةِ (١).

فَالْأَوَّلُ (٢) ضَرْبَانِ: لِأَنَّ النَّشْرَ:

١ - إِمَّا عَلَى تَرْتِيْبِ اللَّفِّ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} [القصص: ٧٣]؛ ذَكَرَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلَى التَّفْصِيْلِ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا لِلَّيْلِ وَهُوَ: السُّكُوْنُ، وَمَا لِلنَّهَارِ وَهُوَ: الِابْتِغَاءُ مِنْ فَضْلِ اللهِ فِيْهِ، عَلَى التَّرْتِيْبِ.

٢ - وَإِمَّا عَلَى غَيْرِ تَرْتِيْبِهِ؛ كَقَوْلِ ابْنِ حَيُّوْسٍ (٣): [الخفيف]

كَيْفَ أَسْلُو؟ وَأَنْتَ حِقْفٌ وَغُصْنٌ ... وَغَزَالٌ؛ لَحْظاً، وَقَدّاً، وَرِدْفَا (٤)

أَوْ مُخْتَلِطاً؛ كَقَوْلِكَ: هُوَ شَمْسٌ، وَأَسَدٌ، وَبَحْرٌ؛ جُوْداً، وَبَهَاءً، وَشَجَاعَةً.

وَالثَّانِي: وَهُوَ ذِكْرُ الْمُتَعَدِّدِ عَلَى الْإِجْمَالِ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة: ١١١]؛ فَإِنَّ الضَّمِيْرَ فِي


(١) انظر: معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها ص ٥٢٥، والتَّلخيص ص ٩٨، والمطوَّل ٦٥٤، وخزانة الأدب ٢/ ٥٨.
(٢) أي: ذكر متعدّد على التّفصيل.
(٣) ت ٤٧٣ هـ. انظر: الأعلام ٦/ ١٤٧.
(٤) لأبي هلال العسكريّ في ديوانه ص ١٦٣، وفي كتابه الصّناعتين ص ٣٤٦. وللفرزدق في الجامع الكبير ص ٢٢٣ وليس في ديوانه وأثرُ التّوليد ظاهرٌ عليه، ولابن حَيُّوس في المصباح ص ٢٤٤، ونفحات الأزهار ص ٥٢، وأنوار الرّبيع ١/ ٣٥٥ وليس في ديوانه، وقال العبّاسيّ في المعاهد ٢/ ٢٧٣: «هو منسوب لابن حيّوس، ولم أرَه في ديوانه، ولعلّه ابن حيّوس الإشبيليّ»، وبلا نسبة في البديع في نقد الشّعر ص ١١٣، وخزانة الحمويّ ٢/ ٦٨، والقول البديع ص ١٣٨. الحِقف: النّقاء من الرّمل، شُبِّه به الكَفَلُ في العظم والاستدارة.

<<  <   >  >>