للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قَالُوا) لِأَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ الْيَهُوْدِ وَالنَّصَارَى، وَالْمَعْنَى: وَقَالَتِ الْيَهُوْدُ: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوْداً، وَقَالَتِ النَّصَارَى: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ نَصَارَى.

فَلُفَّ بَيْنَ الْفَرِيْقَيْنِ؛ ثِقَةً بِأَنَّ السَّامِعَ يَرُدُّ إِلَى كُلِّ فَرِيْقٍ قَوْلَهُ، وَأَمْناً مِنَ الْإِلْبَاسِ؛ لِمَا عُلِمَ مِنَ التَّعَادِيْ بَيْنَ الْفَرِيْقَيْنِ وَتَضْلِيْلِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ لِصَاحِبِهِ (١).

وَالِاسْتِخْدَامِ: وَهُوَ أَنْ يُرَادَ بِلَفْظٍ لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحَدُهُمَا، ثُمَّ يُرَادَ بِضَمِيْرِهِ: الْآخَرُ. أَوْ يُرَادَ بِأَحَدِ ضَمَيْرَيْهِ: أَحَدُهُمَا، ثُمَّ يُرَادَ بِضَمِيْرِهِ الْآخَرِ: مَعْنَاهُ الْآخَرُ (٢).

فَالْأَوَّلُ: كَقَوْلِهِ: [الوافر]

إِذَا نَزَلَ السَّمَاءُ بِأَرْضِ قَوْمٍ ... رَعَيْنَاهُ، وَإِنْ كَانُوْا غِضَابَا (٣)

أَرَادَ بِالسَّمَاءِ: الغَيْثَ، وَبِضَمِيْرِهِ فِيْ رَعَيْنَاهُ: النَّبْتَ.

وَالثَّانِيْ: كَقَوْلِهِ: [الكامل]


(١) انظر: الكشّاف ١/ ٣١٠، والتَّحرير والتَّنوير ١/ ٦٧٢.
(٢) انظر: معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها ص ٧٠، وتحرير التَّحبير ص ٢٧٥، والتّلخيص ص ٩٨، والمطوَّل ص ٦٥٣. والفرقُ بينَ الاستخدامِ والتَّوريةِ أنَّ المرادَ من التَّورية أحدُ المعنيين، وفي الاستخدام كِلا المعنيين.
(٣) لِمُعَوِّد الحُكماء «معاوية بن مالك بن جَعفر بن كِلاب» في المفضّليّات ص ٣٥٩، والحماسة البصريّة ١/ ٢٥٢. ولجرير في العمدة ١/ ٤٣٠، وتحرير التّحبير ص ٤٥٨، وبديع القرآن ص ٢٤٤، وشرح الكافية البديعيّة ص ٢٠٨، وليس في ديوانه. ورجّح العبّاسيّ في معاهده ٢/ ٢٦٠ أنّه من القصيدة الّتي أوردَها المفضَّل لمعاوية، بقوله: «ويدلّ على أنّ هذا البيت من هذه القصيدة أنّه لم يوجد في قصيدة جرير، على اختلاف رواة ديوانه». وبلا نسبة في تأويل مشكل القرآن ص ١٧٢، والصّناعتين ص ٢٧٦، والكشّاف ٦/ ٢١٥، وخزانة الحمويّ ٢/ ٧، ونفحات الأزهار ص ٧٩.

<<  <   >  >>