للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا وَاشِياً حَسُنَتْ فِيْنَا إِسَاءَتُهُ ... نَجَّى حِذَارُكَ إِنْسَانِيْ مِنَ الْغَرَقِ (١)

فَإِنَّ اسْتِحْسَانَ إِسَاءَةِ الْوَاشِي مُمْكِنٌ، لَكِنْ لَمَّا خَالَفَ الشَّاعِرُ النَّاسَ فِيْهِ - إِذْ لَا تَسْتَحْسِنُهُ النَّاسُ - عَقَّبَ الشَّاعِرُ اسْتِحْسَانَ إِسَاءَةِ الْوَاشِي بِأَنَّ حِذَارَهُ مِنَ الْوَاشِي نَجَّى إِنْسَانَهُ مِنَ الْغَرَقِ فِي الدُّمُوْعِ؛ حَيْثُ تَرَكَ الْبُكَاءَ خَوْفاً مِنْهُ.

٢ - أَوْ غَيْرُ مُمْكِنَةٍ: كَقَوْلِهِ: [البسيط]

لَوْ لَمْ تَكُنْ نِيَّةُ الْجَوْزَاءِ خِدْمَتُهُ ... لَمَا رَأَيْتَ عَلَيْهَا عِقْدَ مُنْتَطِقِ (٢)

فَنِيَّةُ الْجَوْزَاءِ خِدْمَةَ الْمَمْدُوْحِ صِفَةٌ غَيْرُ مُمْكِنَةٍ، قُصِدَ إِثْبَاتُهَا.

وَأُلْحِقَ بِحُسْنِ التَّعْلِيْلِ مَا بُنِيَ عَلَى الشَّكِّ، وَلَمْ يُجْعَلْ مِنْهُ؛ لِأَنَّ فِيْهِ ادِّعَاءً وَإِصْرَاراً، وَالشَّكُّ يُنَافِيْهِ؛ كَقَوْلِهِ: [الطّويل]

كَأَنَّ السَّحَابَ الْغُرَّ غَيَّبْنَ تَحْتَهَا ... حَبِيْباً، فَمَا تَرْقَا لَهُنَّ مَدَامِعُ (٣)


(١) لمسلم بن الوليد في ديوانه ص ٣٢٨، وتحرير التّحبير ص ٣١١، والمصباح ص ٢٤١، والإيضاح ٦/ ٧١، ومعاهد التّنصيص ٣/ ٥٤، والقول البديع ص ١٩٩، ونفحات الأزهار ص ١٦٧، وأنوار الرّبيع ٣/ ٣١ - ٦/ ١٤٠، وبلا نسبة في نهاية الأرب ٧/ ٩٧، وإيجاز الطّراز ص ٤٦١.
(٢) هو بيت مترجَم عن الفارسيّة، مُغفَل النّسبة في أسرار البلاغة ص ٢٧٨، ونهاية الأرب ٧/ ٩٧، والإيضاح ٦/ ٧١، وإيجاز الطّراز ص ٤٦١، ومعاهد التّنصيص ٣/ ٦٧، والقول البديع ص ٢٠٠، ونفحات الأزهار ص ١٦٧. ونسبَه التَّفتازانيُّ - وهماً- للقزوينيّ في المطوّل ص ٦٧٠. والانتطاق: تجمّع الكواكب حول الجوزاء.
(٣) لأبي تمّام في ديوانه ٤/ ٥٨٠، والموازنة ق ٢ ج ٢ ص ٦٥٢، والوساطة ص ٣٧٨، وأسرار البلاغة ص ٢٨٩، وتحرير التّحبير ص ٣١١، ونهاية الأرب ٧/ ٩٧، والإيضاح ٦/ ٧٢، ومعاهد التّنصيص ٣/ ٦٩. ترقا: أصلها ترقأ أي: تجفّ، وحذفت الهمزة للتّخفيف. والضّميرفي (تحتها) يعود على «بلاقع» قبله:
رُباً شَفَعَتْ ريحُ الصَّبا بنَسيمِها ... إلى الغَيثِ حتّى جادَها وهْو هامِعُ

<<  <   >  >>