وأشرق المغرب من بشر البشرى، وأنارت مصر من حسن هذه الحسنى وبسمت
بسمة الشرف منابر الأقاصي والأداني موافقة لمنبر المسجد الأقصى. وتطرزت الفتوحات الفاضل عصرها الشامل نصرها بهذا المذهب المذهب، وفاحت في مهاب المحاب نفحات هذا الزمن الأطهر الأطيب. وعاد الزمان إلى اعتداله وعاذ العدل بزمانه، وتاب الدهر من عدوانه، وآب إلى إحسانه، ورجع الدين إلى سناء سلطانه، وفجع الكفر بعبدة صلبانه، وبطش الإيمان بإيمانه، واستخلص من الشرك بلدانه بلدانه.
وتقاضى الربيع بقروضه، وضافت ضيوف فيوضه، وعتب العزم على ربوضه، وحض الحظ على نهوضه. وحث الحب على إقامة سنن الجهاد وفروضه. فقد درت أفاويق الآفاق. وذرت أشعة الإشراق، وافترت نضرة الحدائق لنظرة الإحداق؛ وراقت أوراق الأولوية كالتواء الأوراق، وأزهرت البيض والسمر كأزهار الرياض، وأنف غرار الجفون في الأغماد من الإغماض.