الإيمان. وتطهيره من أنجاس تلك الأجناس، وأدناس أدنى الناس. وإفحام الأفهام بإخراس الأجراس.
وطار الخبر إلى القدس فطارت قلوب من به رعبا وطاشت، وخفقت أفئدتهم خوفا من جيش الإسلام وجاشت، وتمنت الفرنج لما شاعت الأخبار إنها ما عاشت. وكان به من مقدمي الإفرنج (باليان بن بارزان) و (البطرك الأعظم) ومن كلا الطائفتين الاسبتارية والداوية المقدم. فاشتغل بال باليان واشتعل بالنيران، وخمدت نار بطر البطرك. وضاقت بالقوم منازلهم فكأن كل دار منها شرك للمشرك. وقاموا بالتدبير في مقام الادبار، وتقسمت أفكار الكفار. وأيس الفرنج من الفرج، وأجمعوا على بذل المهج.
قالوا وفيها صلب المسيح، وقرب الذبيح، وتجسد اللاهوت، وتأله الناسوت. واستقام التركيب، وقام الصليب. ونزل النور، وزل الديجور. وازدوجت الطبيعة بالاقنوم، وامتزج الموجود بالمعدوم. وعمدت معمودية المعبود، ومخضت البتول بالمولود. وأضافوا إلى متعبدهم من هذه الضلالات، ما ضلوا فيه بالشبه عن نهج