وندب إلى حصنها من تسلمه أمانا، وأسكته بعد الكفر إيمانا. وكانت الست صاحبة طبرية قد حمته، ونقلت إليه كل ما ملكته وحوته. فأمنها على أصحابها وأموالها، وخرجت بنسائها ورجالها ورحالها، وسارت إلى طرابلس بلد زوجها القومص بمالها وحالها.
وعادت طبرية آهلة آمنة بأهل الإيمان، وعين لولايتها (صارم الدين قايماز النجمي) وهو من الأكابر الأعيان. هذا والملك الناصر، نازل ظاهر طبرية، وقد طب البرية، وعسكره طبق البرية.
[ذكر ما اعتمده في الأسارى الداوية والاسبتارية من ضرب رقابهم وإعطاء بشر الوجوه بإعطابهم]
فلما أصبح يوم الاثنين سابع عشري شهر ربيع الآخر بعد الفتح بيومين؛ طلب الاسارى من الداوية والاستبشارية وقال أنا أطهر الأرض من الجنسين النجسين، وجعل لكل من يحضر منهما أسيرا خمسين، فأحضر العسكر في الحال مئين. وأمر بضرب أعناقهم، واختار قتلهم على استرقاقهم.
وكان عنده جماعة من أهل العلم والتصوف، وعدة من ذوي التعفف والتعفيف. فسأل كل واحد في قتل واحد، وسل سيفه وحسر عن ساعد. والسلطان جالس ووجهه باشر والكفر عابس. والعساكر صفوف، والأمراء في السماطين وقوف. فمنهم من فرى وبرى وشكر، ومنهم من أبى ونبا وعذر. ومنهم من يضحك منه، وينوب سواه عنه.