وغلت الأسعار عند الفرنج واستعرت الغلل، وأعلهم ما عراهم وعرتهم العلل. وباءوا بالوباء، وبلوا من البلاء، وغلوا من الغلاء، وتضوروا من الضراء، وشق مرائرهم استمرار الشقاء. وعمت المجاعة الجماعة، وعدموا الطاعة والاستطاعة. وزاد جوعهم، وزاد جوعهم، وزال هجوعهم، وقصرت عن القرار بوعهم، وامحلت ربوعهم، واستحال رتوعهم. واستحال رتوعهم. وبعثهم الرهب على الهرب، والقحط على الشحط. لكنهم أقاموا على الموت، واستناموا إلى الفوت. وبلوا بأمور صعبة، وهرب إلينا منهم عصبة بعد عصبة. وقد بادوا من الضعف البادي، واعداهم الضر العادي. فمن سألناه عن مقتضى فراره؛ ومقض قراره، يخبر إنه طواه الطوى، فنوى النوى حين التوى، من حذر التوى. وقد أنساه المحل الذحل، وأبغض إليه حب السلامة الولد والأهل.
وكانت الغرارة من الغلة قد بلغت أكثر من مائة دينار، والسعر من الزيادة لديهم في استعار. فما جاء الأكل ضعيف لا يقوى على النزاع والنزال، ولا مسكه لاعتلاق رمقه من الاعتلال. فقبلناهم وأنفقنا فيهم، وألفناهم بما يكف ضررهم ويكفيهم. فتقوتوا وتقووا، واثروا بعد ما أقووا. فمنهم من أسلم وخدم، ومنهم من ند وتندم. ومنهم من غدا بجريرة وعاد، ومنهم من ناصح فاستاد.
فخرجوا في عدد خارج عن العدا؛ واستقاموا مع الاعوجاج على جدد الجد؛ وذلك يوم الاثنين حادي عشر شوال، بعد أن رتبوا على البلد من لازم القتال. وأخذوا معهم عليق أربعة أيام وزادها، واستصحبوا أنجاب الكريهة وأنجادها. وكان اليزك على