الدلالات. قالوا: دون مقبرة ربنا نموت، وعلى خوف فوتها منا نفوت، وعنها ندافع، وعليها نقارع. وما لنا لا نقاتل! وكيف لا ننازع ولا ننازل! ولأي معنى نتركهم حتى يأخذوا! وندعهم حتى يستخلصوا ما استخلصناه منهم ويستنفذوا!.
ووافى كل واف بعهد ربه، كاف لكف خطبه، شاف لهم قلبه، ضاف بفيض شربه، خاف في لبوسه، ناف لبوسه، باسل بباسه، عاسل بأمراسه، ناسل بنت الغمد من جفنه، غاسل نبت الحد بدم قرنه. واصل بيض الهند بسواعده، فاصل خطاب الخطوب ببوارقه ورواعده. حاد بجده، جاد بحده.
وكل شاب بنار الحرب شاب، ورب دين لدين الرب راب، وكل جيش كالبحر عباب. وكل سال ذي ذباب عن الهدى ذاب. وكل قائل بالآخرة للحياة الدنيا قال، سائل من الله الشهادة عن حب البقاء سال مائل في سبيل الله إلى إنفاق مال.
وأقبل السلطان بإقبال سلطانه، وأبطال شجعانه، وأقيال أولاده وإخوانه. وأشبال مماليكه وغلمانه. وكرام أمرائه، وعظام أوليائه. في مقانب بالمناقب مقنبة، وكتائب بالمواكب مكتبة. وذوابل بالكواكب منصلة، وجحافل بمضاء المضارب محفلة. وألوية صفر للاواء بني الأصفر. بيض وسمر تزرق زرق العدا من الموت الأحمر. وقباب وقبائل، وقنا وقنابل، وصوافن وصواهل، وعوامل وعواسل. وفوارس فوارس، وكل من يبذل للشح بدينه النفوس والنفائس. واصبح يسأل عن الأقصى وطريقه الأدنى وفريقه الاسنى. ويذكر ما يفتح الله عليه بحسن فتحه من الحسنى.