للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعم كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا بقي من رمضان عشرة أيام لا يدع أحدًا من أهله يطيق القيام إلا أقامه (١)!

إي والله إذا لم تكن هذه الليالي الفاضلة وقت انكسار وتضرع ولجوء إلى الله، فمتى يكون ذلك! ! تقول عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: يا رسول الله: أرأيت إن علمت ليلة القدر ماذا أقول فيها؟ ! قال: "قولي: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» (٢).

الدعاء الدعاء، لنَعُجُّ فيما تبقى من عشرنا هذه بالدعاء لنلِظُّ على الحي القيوم، فقد قال ربنا - عز شأنه -: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (٣).

إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الصبح (٤).


(١) ذكره الحافظ في الفتح كتاب فضل ليلة القدر، باب العمل في العشر الأواخر من رمضان (٣١٧). ونسبه للترمذي ولم أجده عنده.
(٢) صحيح؛ صححه الألباني في "الصحيحة" (٣٣٣٧)، أخرجه الإمام أحمد (٤٢/ ٢٣٦ - ٢٥٣٨٤)، والترمذي (٥/ ٥٣٤ - ٣٥١٣).
(٣) [البقرة: ١٨٦].
(٤) صحيح مسلم (١/ ٥٢٢ - ٧٥٨).

<<  <   >  >>