للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثر وسائل التواصل

في هدم الأسرة والمجتمع

إنَّ الحمد لله ..

أَيُّهَا الأخوة: نَشَرت بعضُ المجلاتِ المعتمدةِ عالميًّا دراساتٍ تُفيد أنَّ وسائلَ التواصلِ الاجتماعي أصبَحت أقصرَ الطرقِ إلى الطلاقِ والانفصالِ بين الزوجين وتشتتِ الأسر، هذا ما خلصَ إليه عددٌ من الدراساتِ الحديثة.

ولا غرابة فإنّ وَسَائِلَ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ كَشَفَتْ أثرَها فِي بعض مجتمعاتنا أيضاً للأسف الشديد؛ فتسبَّبت بخللٍ في التَّدَيّنِ، وَضَعْفٍ فِي التَّرْبِيَةِ، وَانْحِطَاطٍ فِي الأَخْلاقِ. فَكثيرٌ من أبناء المسلمين وبناتِهم مَا كانوا يعرفون الفواحشَ والممارسات الأخلاقيةَ المنحطةَ حَتَّى تَعَلَّمُوهَا مِنْ هَذِهِ الوَسَائِلِ؛ فَالفُضُولُ قَادَهُمْ لِمَعْرِفَتِهَا، وَضَعْفُ الوَازِعِ جَرَّأَهُمْ عَلَيْهَا، وَحُبُّ التَّجْرِبَةِ جَرَّهُمْ إِلَيْهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ غَرِقَ فِي الرَّذَائِلِ بِسَبَبِهَا، وَتَأَمَّلُوا الوَصْفَ القُرْآنِيَّ لِلْمُؤْمِنَاتِ بِالغَفْلَةِ؛ {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (١)، أَيْ: غَافِلاتٍ عَنِ الفَوَاحِشِ وَمُقَدِّمَاتِهَا، بَلْ تَسْتَحِيِ الغَافِلَةُ مِنْ عَرْضِ الزَّوَاجِ عَلَيْهَا وَهُوَ حَلالٌ؛


(١) [النور: ٢٣].

<<  <   >  >>