للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[معالم من سورة الفتح (٢)]

الحمد لله ..

أَيُّهَا الأخوة: ولا زال الحديث عن معالم تلك السورة العظيمة سورة الفتح .. {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} (١)، ومع الأحكام والأخبار والمعاني، والسنن الكونية والشرعية التي يستضيئ بها المؤمنون في حياتهم.

وتبيّن أنّ الفتح المذكور هو صلح الحديبية، حين صدَّ المشركون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما جاء معتمراً في قصة طويلة صار آخر أمرها أن صالحهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على وضع الحرب بينه وبينهم عشر سنين، وعلى أن يعتمر من العام المقبل، وعلى أن من أراد أن يدخل في عهد قريش وحلفهم دخل، ومن أحب أن يدخل في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعقده فعل.

وبسبب ذلك، اتسعت دائرة الدعوة لدين الله -عز وجل-، وصار كل مؤمن بأي محل كان من تلك الأقطار يتمكن من ذلك، وأمكن الحريص على الوقوف على حقيقة الإسلام، فدخل الناس في تلك المدة في دين الله أفواجا، فلذلك سماه الله فتحا، ووصفه بأنه فتح مبين أي: ظاهر جلي، ولهذا عندما يقّدر الله أمراً من الأمور


(١) [الفتح: ١].

<<  <   >  >>