للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكونية أو الشرعية يجب على المؤمن أن يجزم بأن تقدير الله هو الخير بعينه! ! حقاً ما أحوجنا إلى هذه المعاني في العصر! !

وتجلت لنا - أَيُّهَا الأخوة - سننٌ كونية وشرعية أخرى عند قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (١).

في (بيعة الرضوان) التي بايع الصحابة -رضي الله عنهم- فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، تبيّن أنّ كل داعية إلى الله، ومجاهد في سبيل الله تعالى .. فالله تعالى متكفل بحفظه ونصره! ! فهل من يتكفل الله بحفظه ونصره يُهزم أو يقهر؟ !

وثمة ارتباط - أَيُّهَا الأخوة - بين الإيمان والتوكل والسكينة، ودليل على أنّه في حالة الاضطراب والفتن والصعوبات والابتلاءات لا يترك الله المؤمنين وحدهم، بل يثبتهم، وينزل عليهم السكينة والطمأنينة والنصر والفتح، حتى لو كان ظاهرُ الحال غيرَ ذلك، وثمة ثلاث آيات في الفتح دلّت على ذلك ..

أَيُّهَا الأخوة: ومن أعظم معالم هذه السورة العظيمة؛ سورةِ الفتح أنها تحدثت عن فضلِ أفضل الخلق بعد الأنبياء -عليهم السلام- إنهم صحابةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكأنها تشير إلى الخير والفتح والنصر والتمكين في اتباع منهجهم وحبهم والدفاع عنهم، وأنّ الخزي والعار والذل في الانتقاص منهم والبعد عن منهجهم وطريقتهم -رضي الله عنهم- ..


(١) [الفتح: ١٠].

<<  <   >  >>