للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثانياً: المقالات

حتى تكون عبادتك مقبولةً عند الله تعالى

ما الحكمة من خلق الإنسان والجان؟ هذا السؤال قديمًا كان لا يخلو منه درسٌ أو حلقة علمٍ، أو فصل مدرسة، ويتكرر باستمرار حتى تشرَّبت أذهانُ تلك الأجيال بالجواب العلمي والعملي الذي نصَّ عليه قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١)، إنها العبادة، نعم العبادة، أنت لم توجد على هذه البسيطة إلا لعبادة الله التي هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة (٢).

إذا تقرَّر هذا، فمتى تكون العبادة مقبولة عند الله تعالى؟ إذ العملُ غير المقبول من الهباء المنثور، {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} (٣).

إنها آيةٌ مخيفة حقًّا أن يعمل ويَجتهد ويكدح، ثم يكون عملُه هباءً منثورًا، أخوف منها قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (٣) تَصْلَى نَارًا


(١) [الذاريات: ٥٦].
(٢) التعريف لشيخ الإسلام ابن تيمية؛ انظر: العبودية، (ص ٤٤).
(٣) [الفرقان: ٢٣].

<<  <   >  >>