للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كيف صبر شيخ الإسلام على الأذى؟

لكل من أوذي من الناس دعوة للتأمل! !

الحمد لله ...

جاء بعضُ المشايخ التدامرة إلى شيخ الإسلام ابنِ تيمية في محبسه في القاهرة في محنته الأولى (٧٠٥ - ٧٠٧ هـ) وقالوا له - محذّرين -: هم - أي الخصوم - عاملون على قتلك، أو نفيك، أو حبسك، فقال لهم: "أنا إن قُتِلت كانت لي شهادة، وإن نفوني كانت لي هجرة، ولو نفوني إلى قبرص لدعوت أهلها إلى الله وأجابوني، وإن حبسوني كان لي معبدًا، وأنا مثل الغنمة كيفما تقلَّبَت تقلبت على صوف" (١).

وينقل تلميذه ابن القيّم عنه أنه قال له: "ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنَّتِي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارِقُني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة" (٢).


(١) الجامع لسيرة ابن تيمية (ص ١٤٨).
(٢) الوابل الصيّب لابن القيم (ص ٤٨).

<<  <   >  >>