للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أنين مسجد (١)]

إنَّ الحمد لله ..

وكأني به يتحدث عن عهد مضى حينما كان جيرانه يتزاحمون عند أبوابه، ويتسابقون على صفوفه الأول، يتسابقون الفضل في رعايته وتطهيره وتنظيفه، يضج من داخله كخلايا النحل نشاطاً وحيوية فهذا يقرأ، وهنا حلقة، وذاك درسُ علم، مصابيحه لاتنطفئ، يَسعدُ بتفريغ الهموم وانشراح الصدور فيه، والخلوة بين جناباته.

إنه المسجد بيتٌ من بيوت الله تعالى في أرضه التي جعلها خالصة له وحده، فقال سبحانه: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا * وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} (١)، وهي أحب الأماكن إلى الله تعالى، وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وإلى المؤمنين الصالحين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «أَحَبُّ الْبِلادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقهَا» أخرجه مسلم (٢)، بل إن


(١) [الجن: ١٨، ١٩].
(٢) صحيح مسلم (١/ ٤٦٤ - ٦٧١).

<<  <   >  >>