للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسجدَ بيتُ كلِّ مؤمنٍ وتقي، فقد رُوي عن أَبِي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المسجد بيت كل تقي» (١).

يئِّن المسجد ويشتكي عندما تُهمل عمارته الحسيّة والمعنوية: فالحسيّة البنيان وحاجاته المتعلقة فيه، والمعنوية نشاطاته ودروسه وارتياده: قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (٢).

قال الشيخ السعدي: "ثم ذكر من هم عمار مساجد الله فقال: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ} (٣)، الواجبة والمستحبة، بالقيام بالظاهر منها والباطن {وَآتَى الزَّكَاةَ} (٤) لأهلها {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} (٥) أي قصر خشيته على ربه، فكف عما حرم الله، ولم يقصر بحقوق الله الواجبة، فوصفهم بالإيمان النافع، وبالقيام بالأعمال الصالحة التي أُمُّها الصلاة والزكاة، وبخشية الله التي هي أصل كل خير، فهؤلاء عُمَّار المساجد على الحقيقة، وأهلها الذين هم أهلها، {فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (٦)، و {عسى} من الله واجبة، وأمّا من


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٦/ ١٧٦)، وذكره الألباني في الصحيحة (٣/ ٣٣٣) وضعفه بعض أهل العلم.
(٢) [التوبة: ١٨].
(٣) [التوبة: ١٨].
(٤) [البقرة: ١٧٧].
(٥) [التوبة: ١٨].
(٦) [التوبة: ١٨].

<<  <   >  >>