أَيُّهَا الأخوة: السور القرآنية عندما تنزل فهي ليست مجرد أحكام وأخبار، إنها أبعد من ذلك إنها تنزل موضحةً بجلاء مع الأحكام والأخبار والمعاني سنناً كونية وشرعية، يستنير بها المؤمنون طريقة عيشهم وحياتهم ليسعدوا في الدارين، وثمة سورٌ قرآنية عظيمة نحن بأمس الحاجة اليوم إلى فقه معانيها، والسنن الكونية والشرعية التي جاءت فيها، ولن نستطيع في هذا المقام الإحاطة بها لكن سنستظل ببعض معالمها.
ثبت في الحديث الصحيح عن زيد بن أسلم، عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلاً، فسأله عمر عن شيء فلم يجبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر بن الخطاب: هلكت أم عمر نزرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك، فقال عمر: فحركت بعيري، ثم تقدمت أمام الناس وخشيت أن ينزل فيّ قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخاً يصرخ بي، فقلت: لقد خشيت أن يكون قد نزل فيّ قرآن،