للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[خطبة العام الهجري وقصة الهجرة]

إنَّ الحمد لله ..

أَيُّهَا الأخوة: في هذه الأيام من تاريخ الدنيا ومرِّ الزمن، يقِفُ المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وقفةَ الاعتبار والتفكُّر؛ لأنهم يُودِّعون من حياتهم عامًا مضى بما لهم وما عليهم، ولا يدرُون ما الله قاضٍ فيه، وهم يستقبِلون ببُزُوغ هلال هذه السنة الهجرية عامًا جديدًا لا يدرُون ما الله فاعلٌ فيه، {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (١).

إن المسلمين وهُم بين العام الماضي والعام الحاضر، لا بُدَّ لهم من نظرةٍ يُلقُونها على سجلاتهم وصفحات حياتهم، لينظروا ماذا كسَبوا وماذا خسِروا، فيحمَدُوا الله -جل جلاله- على ما ربِحُوه، ويستغفِروه مما اقترفوه أو صنعوه.

فلنقِف بين العامَين وقفةَ المهاجر بقلبِه وإن لم يهاجر بحِسِّه، ولنُهاجِر إلى الله بقلوبنا وعقولنا وأعمالنا، ولنلجَأ إليه حتى يكون معنا يسمعنا ويرانا (٢).


(١) [لقمان: ٣٤].
(٢) من خطبة للدكتور سعود الشريم بعنوان: العام الهجري الجديد.

<<  <   >  >>