للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبناؤنا والانحراف الفكري (١)

تُفَاجَأَ بعضُ الأُسَر بين الفَيْنَة والأخرى بانحرافاتٍ لأبنائهم؛ إمَّا غُلُوًّا وتَطَرُّفًا، وإمَّا تَمَيُّعًا وسُقوطًا أخلاقيًّا - عافانا الله والمسلمين مِن ذلك كلِّه - ومَن ذا الذي يأمَن على نفسه أو أبنائه إلا مفتونٌ مخدوعٌ ... زَيَّنَ له الشيطان سوء عمله، وأغْوَاه وأهلَكَه ...

قال ابن القيِّم: "وتحتَ قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ... } (٢)، كنزٌ عظيمٌ، مَن وُفِّقَ لمظنَّتِه وأحسَنَ استخراجَه واقتِناءَه، وأَنفَق منه فقد غَنِمَ، ومَن حُرِمَه فقد حُرِم؛ وذلك أن العبد لا يَستغني عن تثبيت الله له طَرْفة عين، فإن لم يُثبِّتْه وإلا زالت سماء إيمانه وأرضُه عن مكانهما، وقد قال الله تعالى لأكرمِ خلْقِه عليه، عبدِه ورسوله -صلى الله عليه وسلم-: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} (٣) (٤) ".


(١) هذا المقال منشور في مجلة الجمعية السعودية لكليات المجتمع، محرم ١٤٣٩ هـ، عدد (٢). http://sacc.org.sa/
(٢) [إبراهيم: ٢٧].
(٣) [الإسراء: ٧٤].
(٤) إعلام الموقعين عن رب العالمين (١٣٦).

<<  <   >  >>