للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ خَيْرِ صَحْبٍ وَآلٍ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ.

أما بعد:

فيا أيُّهَا المُسلِمُ الموفق أيها المباركُ أيها الخيّرُ الطائعُ المتَّقِي أيها التائبُ الصادقُ، لك منا أجملُ تهنئةٍ تقبل الله منا ومنك صالح العمل .. لله الحمدُ والمنّة .. أَتمَمتَ الشَّهرَ متعبداً ممتثلاً، ثم أشرَقت شَمسُ العيدِ وإذا بِكَ حاضرٌ لِشُهُودِ الصَّلاةِ وَالدُّعَاءِ وَالخَيرِ، في أَمنٍ وعافيةٍ، وَسَكِينَةٍ وَاطمِئنَانٍ، فَلِلهِ الحَمدُ والشكر، نسألُ اللهَ لنا ولكَ الإخلاصَ والقبول: {وَمَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ لَولا أَنْ هَدَانَا اللهُ} (١)، وَنَسأَلُهُ لنا ولك المَزِيدَ مِن فَضلِهِ بِشُكرِهِ، وَنَعُوذُ بِهِ مِن جُحُودِ نِعمَتِهِ وَكُفرِهِ، {وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذنَاهُم بما كَانُوا يَكسِبُونَ} (٢)، وَقَالَ جَلَّ وَعَلا -: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لأَزِيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذَابي لَشَدِيدٌ} (٣).

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ: إِنَّ أَجَلَّ نِعمَةٍ وَأَكبرَ مِنحَةٍ، أَن يُهدَى العَبدُ لتقوى الله ولِلتَّوحِيِدِ الخَالِصِ، وَأَن يُوَفَّقَ لاتِّبَاعِ السُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ .. إِنَّ سَلامَةَ الدِّينِ وَصِحَّةَ المُعتَقَدِ، وَالاهتِدَاءَ لِلسُّنَّةِ وَالتَّقَلُّبَ في نَعِيمِ الاتِّبَاعِ، لَهُوَ خَيرُ مَا اكتَسَبَهُ العَبدُ: {فَمَن كَانَ


(١) [الأعراف: ٤٣].
(٢) [الأعراف: ٩٦].
(٣) [إبراهيم: ٧].

<<  <   >  >>