للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذَلِكَ عَلامَةً عَلى تَقوَى القُلُوبِ فَقَالَ سُبحَانَهُ: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (١)، وَفي إِضَافَةِ التَّقوَى إِلى القُلُوبِ بَيَانُ أَنَّهَا مَحَلُّهَا وَمَنشَأُهَا، وَكَفَى بِهَذَا حَثًّا عَلى إِصلاحِهَا وَالاهتِمَامِ بها؛ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «التَّقوَى هَاهُنَا» وَأَشَارَ إِلى صَدرِهِ (٢).

وَقَالَ -عليه الصلاة والسلام-: «أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَةً إِذَا صَلَحَت صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ القَلبُ» (٣).

فلنحرص على صلاح قلوبنا وإزالة ما فيها من شوائب .. فإنها دليل ومُعين على صلاح الظاهر .. ومن أعظم ما يصلح القلوب بل هو أوجب الواجبات .... توحيدُ الله جل وعلا .. قال الخالق سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٤).

نعم التوحيد هو أساس الأمن والسعادة .. قال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (٥)، ولم يلبسوا أي يخلطوا إيمانهم بشرك؛ كما فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- ..


(١) [الحج: ٣٢].
(٢) صحيح مسلم (٢٥٦٤).
(٣) متفق عليه؛ البخاري (٥٢)، ومسلم (١٥٩٩).
(٤) [الذاريات: ٥٦].
(٥) [الأنعام: ٨٢].

<<  <   >  >>