للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} (١)، ثم دعا -صلى الله عليه وسلم- لنفسه ولذريته، فقال: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} (٢)، ومن هنا يجب أن يعِيَ المسلم أهمية الصلاة إذ هي صلة العبدِ بربه كيف لا؟ ! وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، ثم لنتأمل رَبْطَ الخليلِ -صلى الله عليه وسلم- ذريتَه بها والإلحاح على الله بقبول الدعاء، وكأنَّه في هذه الآية يُشيرُ إلى أنّ المحافظ على الصلاة بإذن الحي القيوم مجابَ الدعوة، بل والمحافظة على الصلاة من أسباب حفظ الذرية كذلك.

ومع الدعاء للذريّة فلا يجوز أن ننسَى حقَّ الوالدين، ولذا قال الخليل -صلى الله عليه وسلم- في دعائه: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} (٣)، فاستجاب الله له في ذلك كلِّه إلا أن دعاءَه -صلى الله عليه وسلم- لأبيه إنما كان عن موعدةٍ وعده إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه (٤)، ومنها قوله في سورة الشعراء: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ} (٥)، وقيل المراد بوالديه: أراد آدم وحواء، وقد روي أنَّ العبدَ إذا قال: اللهم اغفر لي ولوالدي، وكان أبواه قد ماتا كافرين انصرفت المغفرة إلى آدم وحواء لأنهما والدا الخلق أجمع (٦)، وهذا بعيد لما سبق.


(١) [إبراهيم: ٣٩].
(٢) [إبراهيم: ٤٠].
(٣) [إبراهيم: ٤١].
(٤) تفسير السعدي (ص ٤٢٧).
(٥) [الشعراء: ٨٦].
(٦) تفسير القرطبي "نسخة الكترونية".

<<  <   >  >>