للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الحديبية أيضاً تنزل السكينة ويقول الله تعالى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} (١).

{فَأَنزلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} حيث لم يحملهم الغضب على مقابلة المشركين بما قابلوهم به، بل صبروا لحكم الله، والتزموا الشروط التي فيها تعظيم حرمات الله ولو كانت ما كانت، ولم يبالوا بقول القائلين، ولا لوم اللائمين.

{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} وهي "لا إله إلا الله" وحقوقها، ألزمهم القيام بها، فالتزموها وقاموا بها، {وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا} من غيرهم {و} كانوا {أهلها} الذين استأهلوها لما يعلم الله عندهم وفي قلوبهم من الخير، ولهذا قال: {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (٢).

نسأل الله تعالى أن ينزل علينا السكينة والطمأنينة والأمن والإيمان ويصلح أحوالنا وأحوال المسلمين.

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية:

الحمد لله:


(١) [الفتح: ٢٦].
(٢) تفسير السعدي (١/ ٧٤٩) وما بعدها.

<<  <   >  >>