للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي»، وفي حديث آخر عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال تعلموا العربية فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم» (١)

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية:

أَيُّهَا الأخوة: خامساً: ومن أهم وأخطر مظاهر تضييع هوية المسلمة، التفريط والتساهل بالحجاب الشرعي، ومحاولة إخراج المرأة من بيتها بدعوى التحضر والمدنية. والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ} (٢)، ويقول: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} (٣).

قال الشيخ بكر أبوزيد في كتابه حراسة الفضيلة بعدما ساق أدلة الحجاب من القران والسنة والإجماع والقياس: فمما تقدم يَعْلَمُ كلُّ من نوَّر الله بصيرته فرضَ الحجاب على نساء المؤمنين لجميع البدن وما عليه من زينة مكتسبة، بأدلة ظاهرة الدلالة من الوحي المعصوم من القرآن والسنة، وبدلالة القياس الصحيح، والاعتبار الرجيح للقواعد الشرعية العامة، ولذا جرى على موجبه عمل نساء المؤمنين من عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا في جزيرة العرب وغيرها من بلاد المسلمين، وأن السفور عن الوجه الذي يشاهد اليوم في عامة أقطار العالم الإسلامي هو بداية ما حل به من الحسور عن كثير من البدن، وعن كل الزينة إلى حدِّ الخلاعة والعري


(١) اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٢٠٧).
(٢) [الأحزاب: ٥٩].
(٣) [الأحزاب: ٣٣].

<<  <   >  >>