للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن مسه غضب الله: كان دماراً وهلاكاً، وسخطاً ونكدا، قال الله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} (١).

ولأهمية الماء قدر الله تعالى له نظاماً وسنناً في الحياة؛ فقدر له جل وعلا سنناً تجعله سحباً طائرة، وسنناً تجعله قطراتِ مطرٍ متساقطة، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} (٢).

فإذا نزل المطر جعل الله له سنناً تحفظه في مستودعات في جوف الأرض {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} (٣)، ثم جعل له سنناً تدفعه في سيقان الشجر وأغصانها، وسنناً أخرى تجعل من الماء أنهاراً جارية، وعيوناً متفجرةً، وبحاراً تغمر الآفاق وتمتلاء بالأسماك والكائنات مما لا يعلمه إلا الله الذي يعلم ما في البر والبحر (٤).

أَيُّهَا الأخوة: وتأخر نزول المطر في هذه الأيام مؤلمٌ للناس والدواب والأنعام والشجر والأرض برمتها، فالسابقون يدركون خطر تأخر المطر، وقد جاء في الصحيح


(١) [الأعراف: ٨٤].
(٢) [النور: ٤٣].
(٣) [المؤمنون: ١٨].
(٤) من خطبة للشيخ عبدالله القرعاوي بتصرف.
http://www.qaraye.com/articles.php? action=show&id=٦٤

<<  <   >  >>