للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَصْنَعُ فِيهَا، قَالَ أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ» وفي رواية: «وَأَجْعَلُ ثُلُثَهُ فِي الْمَسَاكِينِ وَالسَّائِلِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ» (١).

ولنعلم - أَيُّهَا الأخوة - أن أيّ معصية من أي شخص لها دور فيما يحل بالناس من قحط إذا لم ينكر عليه ..

قال مجاهد: "إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة، وأمسك المطر"، وتقول: "هذا بشؤم معصية ابن ادم" (٢).

وقال عكرمة: "دواب الأرض وهوامها، حتى الخنافس والعقارب يقولون: "منعنا القطر بذنوب بني ادم" (٣).

أقول قولي هذا وأستغفر الله ..

الخطبة الثانية:

ومع هذا فأبشروّا ياعباد الله وأملّوا فإنّ رحمة الله قريب من المحسنين، ورحمته سبحانه وسعت كلَّ شيء، ومادام الناس ينكرون المنكرات ويتواصون بالخير فيما بينهم فهم على خير بإذن الله، لنحسنّ الظن بالله تعالى ولنتفاءل، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ


(١) صحيح مسلم (٤/ ٢٢٨٨ - ٢٩٨٤).
(٢) تفسير ابن كثير (١/ ٤٧٣).
(٣) تفسير الطبري (٣/ ٢٥٧).

<<  <   >  >>