للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال السعدي: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} أي مادة رزقكم، من الأمطار، وصنوف الأقدار، الرزق الديني والدنيوي، {وَمَا تُوعَدُونَ} من الجزاء في الدنيا والآخرة، فإنه ينزل من عند الله، كسائر الأقدار (١).

فإذا حصل وجب على المسلم أن يستبشر بالرزق والخير العميم عليه وعلى إخوانه المسلمين، ومن هنا جاء ت لفظة "يستبشرون" في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (٢) وقبلها لفظ: "مبشرات"

قال سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (٣).

والاستبشار يكون بالأشياء الحسيّة والمعنوية، فالخير إذا نزل وعم هدأت النفوس واطمأنت، قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (٤)، {وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ} (٥)، فينزل عليكم من رحمته مطراً تحيا به البلاد والعباد، وتذوقون من رحمته ما تعرفون أن رحمته هي المنقذة


(١) تفسير السعدي (ص ٨٠٩)
(٢) [الروم: ٤٨].
(٣) [الروم: ٤٦].
(٤) [الشورى: ٢٨].
(٥) [الروم: ٤٦].

<<  <   >  >>