للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"وخسف القمر" هذا شيء من الأحاديث التي جاءت في صحيح البخاري حول الخسوف والكسوف، فكيف لمسلم أن يتصوّرَ أن هذا الحدث الكوني العظيم أمرٌ عادي! !

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ...

أَيُّهَا الأخوة: "وخسف القمر" وبعد ذكر تلك الأحاديث المحذّرةِ والمُنْذِرة لأمورٍ قد وقع بها الكثيرون في هذا العصر فما عسانا أن نفعل؟ لنحذر المعاصي والتساهل فيها، والترف والفسق والأمن من مكر الله تعالى، فالله تعالى يقول {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (١)، ولنفزع إلى الصلاة والذكر فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج مسرعاً يجر رداءه فهو بأبي وأمي -صلى الله عليه وسلم- لم يتوانَ لحظة، ولنبادر للتوبة والاستغفار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنّ الله تعالى يقول: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (٢).

ومن نعم الله تعالى أن باب التوبة مفتوح، والتوبة تجب ما قبلها، وفضل الله واسع، بل إن العبد إذا صدق في توبته بدَّل الله سيئاته حسنات، {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ


(١) [الإسراء: ١٦].
(٢) [التوبة: ٣٣].

<<  <   >  >>