للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الصحيح عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» (١).

قال يحيى بن مُعاذ: "عفوُه يستغرِقُ الذنوبَ، فكيف رِضوانُه؟ ورِضوانُه يستغرِقُ الآمال؛ فكيف حُبُّه؟ وحبُّه يُدهِشُ العقول؛ فكيف ودُّه؟ وودُّه يُنسِي ما دُونَه؛ فكيف لُطفُه؟ " (٢).

عبادةُ الرحمن غَايَةُ حُبِّهِ ... مع ذُلِّ عابده هما قُطْبَانِ

وعليهما فلك العبادة دائرٌ ... ما دار حتى قامت القطبانِ

ومداره بالأمر أمرِ رسول ... لا بالهوى، والنفسِ، والشيطانِ

هذه هي العبادة، وهي الألوهية. والإله: هو الذي تألهه القلوب .. محبةً، وخوفاً، وخضوعاً.

ويفسرون العبادة بأنها: غاية الحب مع غاية الذل، أن يكون محباً لله تعالى، ومتذللاً بين يديه، غاية الحب مع غاية الذل .. (٣).

أي والله ما أعظمَه من شرف أن تعبدَ الله بغاية حبّه سبحانه وغايةِ الذّل والخضوع والتسليم له، لكن كيف الوصول إلى ذلك؟ ! .. اسمع إلى ما يقوله جلّ وعلا: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (٤).


(١) صحيح مسلم (١/ ٦٧ - ٤٤).
(٢) أورده الغزالي في الإحياء (٤/ ٢٩٦).
(٣) شرح نونية ابن القيّم _ حقيقة الألوهية للشيخ ابن جبرين من موقعه: http://ibn-jebreen.com/books/٧ - ٨٠ - -٤٧٨٣ - .html
(٤) [آل عمران: ٣١]

<<  <   >  >>