العرب، ويرد على المعتزلة، والقدرية، والروافض، والفلاسفة، وغلاة المتصوفة، ولم يسقط القصص بالمرة، كما تفيده عبارة ابن فرحون، بل أضرب عن كثير منها، كما ذكر في مقدمة تفسيره، ولهذا يروى أحياناً ما جاء من غرائب القصص الإسرائيلي، هذا .. وإن المؤلف ينقل عن السَلَف كثيراً مما أُثِر عنهم في التفسير والأحكام، مع نسبة كل قول إلى قائله وفاءً بشرطه، كما ينقل عمن تقدمه في التفسير، خصوصاً مَن أَلَّف منهم في كتب الأحكام، مع تعقيبه على ما ينقل منها. وممن ينقل عنهم كثيراً: ابن جرير الطبري، وابن عطية، وابن العربي، والكياالهراسى، وأبو بكر الجصَّاص.
وأما من ناحية الأحكام، فهو يفيض في ذكر مسائل الخلاف ما تعلق منها بالآيات عن قُرْب، وما تعلق بها عن بُعْد، مع بيان أدلة كل قول، ومن خير ما في هذا الإمام أنه لا يتعصب لمذهبه المالكي، بل يمشي مع الدليل حتى يصل إلى ما يرى أنه الصواب أياً كان قائله (١).
هذا ولازالت المصابيح باقية فللحديث صلة إن شاء الله .. نسأله الله الإعانة والتوفيق.