وبعد سُنّيات اتصل يبكي يقول: ماتت والدتي في مكة وأنا ذاهب الآن وأريد أن آخذ لها عمره من أين أحرم؟ وأن أفعل لها وأفعل .. وسوف يصلون عليها في الحرم وأريد كذا وكذا .. ، شعرت وهو يحدثني بكمية الأسى والحزن وكأنّه يقول ليتني كنت بها باراً يوم كانت مريضةً تحتاجني! ! ليتني لم أعاتبها يوماً! ! ليتني وليتني! !
ثم تكرر المشهد مع آخر من نوع آخر ..
في المقبرة يقفز على قبر أبيه يثير غباراً، يحاول بناء اللبن يلتقط أنفاسه يتنهد، يصرخ صارخٌ بجانبه كبير بالسن يا فلان: لقد كان لديك فسحةً لبر والدك عندما كان على قيد الحياة مريضاً يتمنى أنّك تخدمه! ! يتمتم ودموعه على خدّيه تتساقط على بياض عوارضه، كأنّي به يقول: لا تزد حسرتي والله إني نادم أشدّ الندم! !