للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان هديه -عليه الصلاة والسلام- تنبيه الناس في الطريق وإقامتهم إلى الصلاة، كما روي عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال: «خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَكَانَ لَا يَمُرُّ بِرَجُلٍ إِلَّا نَادَاهُ بِالصَّلَاةِ، أَوْ حَرَّكَهُ بِرِجْلِهِ» رواه أبو داود (١).

وكان عمل الصحابة -رضي الله عنهم- عدم البيع وقت الصلاة، بل الانصراف من السوق وتركه والذهاب إلى المساجد، فروى أحمد عن زيد بن خالد الجهني قال: «كنا نصلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- المغرب ثم ننصرف إلى السوق» (٢).

يعني أنهم قطعوا الضرب في الأسواق عصراً بدخول وقت المغرب ثم انصرفوا إلى سوقهم مرة أخرى.

وهكذا درج المسلمون على هذا الأمر حتى ظهرت نوابتُ متفيقهةٌ تقلل من أهمية الصلاة في المساجد، وتطالب بعدم إغلاقها وقت الصلاة.

يئِّن المسجد ويشتكي عندما يقصّر أهل الحي بارتياده والمكث فيه، ويعظم أنينه بتخلفهم عن صلاة الجماعة وهم جيرانه: والله تعالى يقول: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَاءِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ} (٣).


(١) ضعيف؛ ضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" (٢/ ٤٤)، أخرجه أبوداود (٢/ ٢١ - ١٢٦٤)، وروي في المسند بمعناه عن عبدالله بن طهفه (٣٩/ ٢٧).
(٢) صحيح؛ أخرجه أحمد (٢٨/ ٢٨٨ - ١٧٠٥٣).
(٣) [النساء: ١٠٢].

<<  <   >  >>