للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أَمْثِلَةٌ عَلى عَدَمِ مُجاوَزَةِ الدَّمِ الأَرْبَعِينَ]

[٣] (أَوْ رَأَتْ خَمْسَةً دَماً، وَأَرْبَعَةً وَثَلاثِينَ طُهْراً، وَيَوْماً دَماً) تَمْثِيلٌ لِقَوْلِهِ: "وَإِنْ لَمْ يُجَاوِزْ" انْتَقَلَتْ إِلَى مَا رَأَتْهُ فَالكُلُّ نِفَاسٌ.

[٤] (أَوْ رَأَتْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دَماً، وَاثْنَينِ وَعِشْرِينَ طُهْراً، وَيَوْماً دَماً) ظَاهِرُ كَلامِهِ أَنَّهُ تَمْثِيلٌ أَيْضاً لِقَوْلِهِ: "وَإِنْ لَمْ يُجَاوِزْ" وَعَلَيْهِ فَالدَّمُ الأَوَّلُ نِفَاسُهَا، وَالأَخِيرُ اسْتِحَاضَةٌ، وَلَوْ بَلَغَ نِصَاباً كَانَ حَيْضاً.

فَقَدِ انْتَقَلَتْ عَادَتُهَا بِنُقْصَانِ يَومَيْنِ؛ لِعَدَمِ المُجَاوَزَةِ لِأَنَّ الطُّهْرَ مُعْتَبَرٌ هُنَا لِكَوْنِهِ تَامّاً صَحِيحاً لَمْ يَقَعْ بَيْنَ دَمَيْ نِفَاسٍ؛ لِأَنَّ الدَّمَ الثَّانِيَ وَقَعَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ، وَإِذَا وَقَعَ بَعْدَهَا لا يُفْسِدُ الطُّهْرَ التَّامَّ بِجَعْلِهِ كَالدَّمِ المُتَوَالِي. بِخِلافِ الطُّهْرِ النَّاقِصِ؛ لِأَنَّهُ فَاسِدٌ فِي نَفْسِهِ. وَبِخِلافِ مَا إِذَا وَقَعَ الدَّمُ الثَّانِي فِي الأَرْبَعِينَ فَإِنَّهُ يُفْسِدُ الطُّهْرَ مُطْلَقاً. كَمَا لَوْ وَلَدَتْ فَرَأَتْ سَاعَةً دَماً، ثُمَّ رَأَتْ فِي آخِرِ الأَرْبَعِينَ سَاعَةً دَماً كَمَا أَوْضَحْنَاهُ فِي النَّوْعِ الأَوَّلِ مِنَ المُقَدِّمَةِ (١)، هَذَا مَا ظَهَرَ لِي.


(١) في تعريف الطهر الفاسد.

<<  <   >  >>