للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَكُونَ مَا بَعْدَ الفَاءِ أَمْراً أَوْ نَهْياً نَاصِباً لِمَا قَبْلَهَا (١)، أَوْ مُفَسِّراً لَهُ كَمَا فِي "الرَّضِيِّ" (٢). وَأَمَّا تَوَهُّمُ "أَمَّا" فَلَمْ يَعْتَبِرْهُ أَحَدٌ مِنَ النَّحَوِيِّينَ. وَالظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِالأَمْرِ المُسْتَفَادِ مِنَ المَقَامِ المُعَلَّلِ بِالفَاءِ فِي قَوْلِهِ: (فَقَدِ) كَمَا فِي قَوْلِهِمُ: اعْبُدْ رَبَّكَ فَإِنَّ العِبَادَةَ حَقٌّ». انْتَهَى.

(اتَّفَقَ الفُقَهَاءُ) أَيْ: المُجْتَهِدُونَ (عَلَى فَرْضِيَّةِ عِلْمِ الحَالِ) أَيْ: العِلْمِ بِحُكْمِ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي وَقْتِ احْتِيَاجِهِ إِلَيْهِ.

قَالَ فِي "التَّاتَارْخَانِيَّةِ" (٣): «اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَيِّ عِلْمٍ طَلَبُهُ فَرْضٌ». فَحَكَى أَقْوَالاً، ثُمَّ قَالَ (٤): «وَالَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُقْطَعَ بِأَنَّهُ المُرَادُ هُوَ العِلْمُ بِمَا كَلَّفَ اللهُ تَعَالَى بِهِ عِبَادَهُ. فَإِذَا بَلَغَ الإِنْسَانُ فِي ضَحْوَةِ (٥) النَّهَارِ مَثَلاً يَجِبُ عَلَيْهِ مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالَى بِصِفَاتِهِ بِالنَّظَرِ وَالاسْتِدْلالِ، وَتَعَلُّمُ كَلِمَتَي الشَّهَادَةِ مَعَ فَهْمِ مَعْنَاهُمَا، ثُمَّ إِنْ عَاشَ إِلَى الظُّهْرِ يَجِبُ


(١) كما في قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [سورة المدثر، الآية: ٣].
(٢) شرح الرضي على الكافية: حروف الشرط، ٤٧٤:٤ بتصرف.
(٣) التاتارخانية: المقدمة: في فرض العين وفرض الكفاية من العلوم، ٧٦:١.
(٤) التاتارخانية: المقدمة: في فرض العين وفرض الكفاية من العلوم، ٧٦:١ بتصرف.
(٥) الضحوة: ارتفاع النهار. القاموس: مادة / ضحو / صـ ١٣٠٤. والمقصود: أنه بلغ في وقت مهمل لا تجب عليه الصلاة فيه.

<<  <   >  >>