قال مسلم: قال جابر: "فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولَدت أسماء بنتُ عُمَيس محمدَ بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف أصنع؟ قال: اغتسلي واستثفري (١) بثوب وأحرمي":
الإسلام دين يأخذ على عاتقه أُصول الحضارة والمدنية، ومن ذلك تبنيه لمبدأ النظافة خاصة عند اجتماع القوم، لهذا شرّع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتلك المرأة النفساء غسل الإحرام مع ما ينافيه دم النفاس من صحة الطواف، والحكمة هي تأكيد هذا المعنى استعداداً لعبادة الحج. من هنا أخذ الفقهاء استحباب غسل الإحرام للنفساء، وصحة إحرام النفساء أيضاً. وهذا من المسائل المجمع عليها.
* * *
(١) استثفار الحائض والمستحاضة والنفساء يتأتى بوضع خرقة عريضة على محلّ الدم تشدها على جسمها لمنع سيلان الدم، وهو أمرٌ استعاضت النسوة عنه اليوم بما يعرف بينهم "بالفوط النسائية".