لكن لما كانت المدينة المنورة المكان الذي انطلقت منه جموع الحجاج من الصحابة الكرام تحت راية قائدهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولما تضمه بين جنباتها من مسجد نبوي، وروضة مشرفة ومواقع إيمانية جهادية داخل حدودها التي اختطها لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد أتبعتُ الحديث عن فضيلة الحج ومكة بالحديث عن مكانة المدينة المنورة وساكنها عليه السلام، لكن في كتاب مستقل يحمل عنوان:"حرمُ الحبّ والسلام".
فضيلةُ الحج إلى بيت الله الحرام:
شدُّ الرحال إلى المسجد الحرام بنية أداء الفريضة من أركان الإسلام ومبانيه، فهو كما قلنا سابقاً ـ عبادة العمر، وختام الأمر، وتمام الإسلام، فيه أَنزل الله - عز وجل -:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: ٣] وهي آيةٌ عظيمة صرَّحت بكمال وتمام الدين الخاتم، لذلك قال أحدُ اليهود لعمر بن الخطاب:"يا أمير المؤمنين، آيةٌ في كتابكم تقرؤونها لو علينا أُنزلت معشر اليهود لاتَّخذنا ذلك اليوم عيداً؛ قال: وأيُّ آية؟ قال:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} فقال عمر: "إني لأعلمُ اليوم الذي أُنزلت فيه والمكان الذي أُنزلت فيه؛ نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعَرَفة