للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فضل شعيرتي الصفا والمروة]

قال جابر: "ثم نزل إلى المروة حتى (إذا) انصبت قدماه (رمل) (١) في بطن الوادي حتى إذا صعدنا مشى حتى أتى المروة":

الصفا والمروة جبلان صغيران على مقربة من البيت العتيق تصل المسافة بينهما إلى (٣٩٥ متراً) (٢) إلّا أن ميدان السعي المستطيل اتصل اليوم بالمسجد الحرام بعد التوسعة السعودية الثانية الأكبر في تاريخ تجديد هذا المسجد المبارك وقد بدا بعدها أنه بجبليه دخل في حدود المسجد الحرام وليس الأمر كذلك فإنهما وما بينهما لا يأخذان حكم المسجد إلى يوم القيامة وهو ما نبه عليه أستاذنا الدكتور نور الدين عتر في قوله: "لكن مكانهما وكذا المسعى الذي بينهما ليس من المسجد فلا يأخذ حكم المسجد فليعلم" (٣).


(١) كلمة (رمل) الموضوعة بين قوسين أعلاه ليست في صحيح مسلم ولا بد من ذكرها لذلك قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم ج ٨ ـ ص ٣٣٥ ـ هكذا هو في النسخ وكذا نقله القاضي عياض عن جميع النسخ قال وفيه إسقاط لفظة لا بد منها وهي حتى انصبت قدماه رمل في بطن الوادي ولا بد منها وقد ثبتت هذه اللفظة في غير رواية مسلم وكذا ذكرها الحميدي في الجمع بين الصحيحين وفي الموطأ حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى خرج منه وهو بمعنى رمل هذا كلام القاضي وقد وقع في بعض نسخ صحيح مسلم: حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، كما وقع في الموطأ وغيره والله أعلم. وانظر سبل السَّلام للأمير الصنعاني ج ٢ ص ٧٣٠، ونيل الأوطار للإمام الشوكاني ج ٥ ص ٦٣.
(٢) أي أربعة وتسعون ونصف وثلاثمائة متر من صدر الجدار الذي في منتهى علو الصفا إلى صدر الجدار الذي في منتهى علو المروة أما عرض المسعى فهو عشرون متراً وارتفاع الدور الأرضي (١١.٧٥) متراً وارتفاع الدور الثاني (٨.٥) متراً. اُنظر تاريخ مكة المكرمة قديماً وحديثاً للدكتور محمد إلياس عبد الغني ص ٨٦.
(٣) اُنظر الحج والعمرة في الفقه الإسلامي د. نور الدين عتر ص ٩٠. أقول: وهو ما خرجت به المجامع الفقهية المتعددة، فالمسألة قديماً وحديثاً خارج دائرة البحث فلينتبه من تنطع المتفيهقين فيها.

<<  <   >  >>