للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قافلة الرحمن]

قال جابر: "ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرتُ إلى مدِّ بصري بين يديه من راكب وماشٍ، وعن يمينه مثلُ ذلك، وعن يساره مثل ذلك، وعن خلفه مثل ذلك، ... ":

القصواء: هي ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتعرفُ بألقاب أُخرى كالعضباء والجدعاء، والخرماء والمخضرمة، وكلّها أسماءٌ لناقة واحدة كان يركبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ وكانت لا تُسبق ـ لا أنّها أسماء لنوق متعددة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما زعم بعضهم (١).

وفي ركوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقته ليهلّ بالحج بعد صلاة الركعتين مباشرة دليلٌ على استحباب ركعتي الإحرام عند إرادة الإحرام، وأنّ وقتهما قبل الإحرام، وتقعان نافلة، لذلك قال العلماء: هذه الصلاة سنة، فلو تركها فاتته الفضيلة ولا إثم عليه ولا دم، وبناء عليه قالوا: لو كان إحرامه في وقت من الأوقات المنهيّ عن الصلاة فيها لم يُصلِّهما. قال الإمام النووي: "هذا هو المشهور، وفيه وجهٌ لبعض أصحابنا أنه يصليهما فيه لأنّ سببهما إرادة الإحرام وقد وجد ذلك" (٢).

وفي الحديث الذي سبق ذكره عن البخاري في صحيحه (٤٨٤) ما يفيد استحباب


(١) نفس المرجع، باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - ج ٨ ص ٣٣١، وفيه أن الجَدْعَ والخَرْمَ والقَصْوَ والخضرمة في الآذان، فإن قطع طرف أذنها فهي قصواء، وإن زاد فهي جدعاء، وإن جاوزه إلى الربع فهي عضباء، وإن قطعت أذنها فهي المخضرمة. قال صاحب مختار الصّحاح: وكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقةٌ تسمى قَصْواء ولم تكن مقطوعة الأُذن. اُنظر باب: ق ص ا. كما قال: ولايقال جملٌ بل مَقْصوٌ أو مُقْصَىً.
(٢) نفس المرجع والجزء والصفحة.

<<  <   >  >>