للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دراسة مستفيضة في روايات الإحرام وفوائد أخرى]

قال الإمام مسلم: قال جابر: "وقَدِمَ عليّ من اليمن بِبُدْنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - (١)، فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حلّ ولبست ثياباً صبيغاً واكتحلت فأنكر ذلك عليها فقالت: إنّ أبي أمرني بهذا. قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محدّثاً على فاطمة للذي صنعت مستفتياً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذَكَرَتْ عنه، فأخبرته أني أنكرْتُ ذلك عليها، فقال: صدقتْ صدقت، ماذا قلتَ حين فَرَضْتَ الحج؟ قال: قلت: اللهمّ! إني أُهِلُّ بما أَهلَّ به رسولك، قال: فإنّ معي الهدي فلا تَحِلَّ. قال: فكان جماعةُ الهَدْي الذي قدم به عليٌّ من اليمن، والذي أتى به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مائة":

هذه القطعة من الحديث فيها جملة من الفوائد النفيسة نتناولها معاً قبل أن أعرج معك على هيئة الإحرام وما يتبعها:

الفائدة الأولى: أن الرجل إذا رأى على زوجه نقصاً في دينها أن ينكر عليها ويردها إلى رشدها؛ لأنها مسؤوليته أمام الله، وتحت رعايته، وكلُّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته كما ورد في صحيح السنة.

هذا ما نقتدي به من خلال صهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفارس الإسلام عليّ بن أبي طالب الذي قدم من اليمن ببُدْن النبي - صلى الله عليه وسلم - يسوقها إلى مكة، فلما وصل إلى حيث تقيم السيدة


(١) هذه البدن اشتراها علي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدليل ما جاء في رواية برقم (١٢١٦/ ١٤١) عند مسلم قال: "وأهدى له علي هدياً" قال الإمام النووي: "يعني هَدْياً اشتراه لا أنه من السعاية"وهو غير هدي الصدقة الذي ورد في صدر الحديث عن علي: "وقدم علي من سعايته". اُنظر النووي على صحيح مسلم ٨/ ٣٢٥.

<<  <   >  >>